انتفاضة الشيخ عبيدالله النهري :

feelings-of-love-flowers-for-rs-400-00-10087_image1.jpg

انتفاضة الشيخ عبيدالله النهري :

كان الشيخ عبيدالله النهري في ” شمدينان ” له شهرة واسعة ومقام كبير في كل أرجاء كردستان، لم يكن مرشداً دينياً وحسب، ولكنه كان حكيماً، لبيباً ” دبلوماسياً ” ذكياً يرى أن الدعوة إلى القومية أكثر خطراً وأهمية من الدعوات والقضايا الأخرى. في منطقته كان الأرمن والسريان يعيشون بحرية مطلقة، لذلك كان السلطان يقدره ويحترمه كأحد وزرائه.

بعد معاهدة ” قصر شيرين ” حمل الكورد السلاح مرات كثيرة في وجه إيران والدولة العثمانية، ولم تكن تلك الانتفاضة كبيرة جداً فلم يتوجس الإيرانيون والعثمانيون منها خوفاً ولا يبالون بها كثيراً. ولكن انتفاضة الشيخ عبيدالله هزّت عروش هاتين الدولتين المحتلتين، لذلك كانت ثورة الشيخ عبيدالله ذات اهمية كبرى في تاريخ الثورات الكردية، وهذه الثورة كانت بداية الثورات الكوردية المتلاحقة حتى يومنا هذا.

في عام 1800 م أقدمت الحكومة الإيرانية على إعدام / 50 / خمسين كردياً وزج المئات في السجون وحجز أموالهم ووضع اليد على ممتلكاتهم وأصدر بحقهم أحكاماً جائرة لا مثيل لها.

وبسبب هذا الظلم والاضطهاد حمل حمزة ” الآغا الكردي ” السلاح وخرج بعشيرته إلى الجبال. لقد كانت غالبية كوردستان الشرقية من مريدي الشيخ عبيدالله وكانوا يرغبون في المساعدة، خرج  الشيخ من “شمدينان ” بـ / 50000 / خمسين ألفاً من الجنود متجهاً إلى كوردستان الشرقية، وانضم إلى جيشه الأرمن والسريان الموجودون في منطقته. قسم الشيخ قواته إلى قسمين. ..وضع أحدهما تحت قيادة ابنه الشيخ صديق والآخر تحت قيادة ابنه الآخر الشيخ عبدالقادر، ثم انضم إلى هذه القوات اثنتا عشر عشيرة / 12 / من كوردستان الشرقية.

هاجم الشيخ القوات الإيرانية التي لم تصمد أمام زحفه، وبعد أن احتل الشيخ مدينة “مهاباد” و ” أورميا ” و “مراغ ” توجه إلى ” تبريز “.

احتجت ” إيران ” لدى الدولة العثمانية وبعض الدول الكبيرة وطلبت منها العون، فوضعت  ” روسيا ” جنودها على حدودها مع  ” إيران ” وأرسلت الدولة العثمانية قوة كبيرة إلى حدود الشيخ عبيدالله فبقيت قوات الشيخ محاصرة بين القوات الإيرانية والعثمانية فاضطر الشيخ عبيدالله للعودة إلى  ” شمزينان ” ولما أسره العثمانيون ساروا به إلى استانبول.

     ولما وجد الشيخ فرصةً، فرّ من استانبول إلى ” شمزينان ” وأعاد تشكيل قواته بدعم من ابنيه، إذ جمع قرابة / 80000 / ثمانين ألف مسلح، وأوقد نار انتفاضته الثانية. … إلا أن العثمانيين استطاعوا أنْ يأخذوه أسيراً وينفوه إلى مدينة ” المكة ” عام 1883 م وتوفي فيها.

أما ابنه الشيخ : عبدالقادر فقد شمله العفو العام سنة 1908 م، ثم رجع إلى ” استانبول ” ثم صار عضواً في مجلس الشيوخ، وفي عام 1925 م أعدم بيد النظام الكمالي مع الشيخ  سعيد البيراني.

أضف تعليق